تعامد الشمس على معبد ابو سمبل 2013

بسم الله الرحمن الرحيم


كتبت- سارة معروف:
على مدى اكثر من 3000 عام تتكرر ظاهرة تعامد الشمس على تمثال رمسيس في معبد أبو سمبل بانتظام وفي نفس الساعة والدقيقة مرتين في السنة.
وكان يمكن مشاهدة تعامد الشمس في معبد أبو سمبل في المرة الاولى يوم 21 فبراير في الساعة السادسة وخمس وعشرون دقيقة، اما المرة الثانية من كل سنة فتصادف يوم 21 اكتوبر، حيث تتسلل اشعة الشمس عبر ممر طويل وتصل الى هدفها المرسوم لها بدقة في حجرة تسمى “قدس الاقداس” حيث تتصدر اربعة تماثيل متلاصقة، لتضيء وجه الفرعون رمسيس الثاني ومعه تمثالين آخرين وهما تمثال رع حور اخت اله الشمس، وتمثال أمون إله طيبة، أما التمثال الرابع فهو للاله بتاح والذي يمثل الهة العالم السفلي فلا تصل اليه أشعة الشمس، هكذا قدر له ان يعيش في ظلام دامس مثلما هي حالته في العالم المعتم السفلي.
ما سبق كان شرحاً مختصراً لما يسمى تعامد الشمس في معبد أبو سمبل الصخري، الذي استمر لاكثر من 3 الاف سنة اي منذ عام 1240 قبل الميلاد وحتى عام 1964 عندما جرى نقل معبد أبو سمبل من موقعه التاريخي الى موقع اخر يبعد عنه 120 متراً وعلى ارتفاع 60 متراً عما كان عليه سابقاً.
ومنذ ذلك الحين تغير توقيت تعامد الشمس في معبد أبو سمبل لييصبح يومي 22 فيراير و 22 اكتوبر.

قصة نقل معبد أبو سمبل واسباب تغير وقت تعامد الشمس:

في الستينات من القرن الماضي توجهت الحكومة الناصرية في مصر بنداء عاجل الى الامم المتحدة ودول العالم، لانقاذ معبد أبو سمبل ومعه بعض المعابد الملحقة الاخرى من الغرق المحتم، وذلك بسبب مشروع السد العالي وبحيرة “ناصر” الناتجة عنه، هذا المشروع الكارثي للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وبني بمساعدة وتمويل من الاتحاد السوفيتي السابق، والذي تسبب بعواقب سلبية كثيرة مثل تهجير النوببيين من قراهم واراضيهم الاصلية، اضافة الى التغيرات الطبيعية مثل تآكل شواطىء الدلتا وغيرها مما يحتاج لدراسات مفصلة لتقدير حجم الكارثة التي تتجلى تباعاً وستمتد لاعوام طويلة قادمة.
غير ان الخطر الذي كان يهدد معبد أبو سمبل بالانقراض والغرق التام في اعماق بحيرة جمال عبد الناصر كان محققاً لولا تدخل العالم لانقاذه ونقله.
وكانت عملية نقل معبد أبو سمبل من اعقد عمليات نقل المباني او الاثار على مر التاريخ وتكلف المشروع حينها اكثر من 50 مليون دولار، وشارك به خيرة المهندسون المعماريون والمدنيون في العالم.
اما التحدي الكبير فهو الحفاظ على تلك الظاهرة الفريدة وهي مبدأ تعامد الشمس في معبد أبو سمبل بعد تغيير المكان مما يؤدي لتغير خطوط العرض والطول وبالتالي تأخر التوقيت بمدة يوم كما ذكرنا اعلاه.
وتم نقل معبد أبو سمبل بنجاح ليصبح احد اكبر مشاريع القرن الماضي لضخامته والدقة التي تطلب تنفيذها للحفاظ على تعامد الشمس، لاسيما بان ارتفاع واجهة معبد أبو سمبل يبلغ 33 متراً، ووراء المدخل تنتشر غرف واروقة كانت مبنية في عمق الجبل، وتزدان بالتماثيل واللوحات والرسوم الهيروغليفية على جدرانها، وتزن اكثر من 200 الف طناً.

مع تحيات صور حياتى













شكرا لك ولمرورك